Wednesday, April 9, 2008

الناحية التانية

اصبحت للاغانى للشباب كالدم فى الاوردة والهواء فى الرئة .. فاضحى من روتين الحياة الشخصية للشباب الاستماع الى الاغانى بكافة انواعها واشكالها احيانا.. ولكن مع هذه الظاهرة تعود ظاهرة كانت موجودة فى وقت قديم نسبيا وعادت بشدة هذه الايام وهى ظاهرة " تقديس المطرب " والتى نراها فى الفضايات وفى الشوارع احيانا .. فالامر الذى يستفز اى شخص هو ان المطرب هو عبارة عن شخص عادى جدا " زى زيك يعنى " مفيش اى حاجة مختلفة عن بقية البشر غير موهبة الصوت " اللى بقت عملة نادرة " فترى بعض الشباب وكثير من الفتيات كل همهم هو الاطمئنان على المطرب واخباره وكيف كان يومه .. وانتظار كلمات التى تخرج عن لسانه كانها حكم ومواعظ وحلول لااسرار الكون .. وكيف كان اخر " نيولوك " عمله .. ونوع الجل والكريم والملابس ومحلات بيعها الى اخره .. اخرها .. ظهرت موضه بيع " بوكسرات النجوم " التى انتشرت فى المحلات الى الارصفة .. فترى مطرب قد قدم تصريح لمجلة .. فيقول معجبيه ياله من فنان وعبقرى " ومفيش زيه اتنين " وفى مجلة اخرى يظهر ويكذب هذه الخبر .. فيقول معجبيه " ايوه كده مظبوط اصل استحاله يكون العبقرى ده قال الكلام الوحش " وهكذا ياشباب يكون المطرب مشهور بغيسل المخ الذى يظهر فى عقول مريديه يجعلهم يتبعونه الى المريخ اذا اراد .. فالمطرب او الفنان كعموم له عدة شخصيات كالتى يتقمصها .. فتوجد شخصية الورع التقى الذى يظهر على الملاء فى زى وهالة الايمان والتقوى .. ( وهى قليلة فى الوسط الفنى ) او يظهر فى شخصية ابن الناس الكويسين ( وهو تباع على ميكروباص مسطرد وربنا فتحها عليه ) او شخصية العالم بكل شىء والخبير والعبقرى ... الخ والعديد والعديد مش الشخصيات التى يظهرها على الناس وليست شخصيته الحقيقة .. فمنهم من كانت صحيفة سوابقه مليئة .. ومنهم من كان .. فهم مثلنا بشر عاديين طبعيين وليسوا الهة ولاانبياء – والعياذ بالله- وبالنسبة الى فنهم فهم ليسوا مبدعيه .. فمثلا المطرب فمن يكتب الكلمات ومن يلحنها ومن يوزعها ومن يسجلها ومن يختارها .. وما عليه الا ان يغنيها كما قالوا له .. فهذا السائد بين معظم المطربين اما بعض المطربين الذين شيب شعرهم فى الوسط الفنى فهم له حق الاختيار كما يريدون .. ولكن مافى ذلك ... اليس ما يهمنا ان نسمع او نرى فن جميل يروق لنا .. وليس لنا ان نتغزل فى طيبة وبشاشة المطرب او الممثل او ابداعه فالمبدعين للاسف ليس لهم وجود فالمبدع هو الله وحده وما نحن الا مقلدون...!

شىء اخير ... ليس كل من قال أنا يعرف نفسه فالنفس والانسان فى حرب ضارية من بدء الخليقة الى نهايتها .. فالتواضع صفة جميلة .. فلماذا نسينها .. اما تناسينا ماهيتنا واصلنا فالغرور صاحبنا فى رحلتنا فلنتركه ونرجع الى اصولنا ؟؟!

1 comment:

Nourhan Sirag said...

من اكتر الحاجات اللي بتستفذني في الدنيا يا حسين
الناس مبتدافعش عن دينها ورسولها واهلها حتى زي ما بتدافع عن المطرب اللي بتحبه لدرجة التقديس يعني
شئ مستفذ بجد وكأن المطرب ده ربنا خلقه مميز عن باقي البشر مش في الصوت بس ولكن في كل حاجه
لو قال كلام يعيبه يبقى جرئ ومابيخافش ومقطع بطاقته
ولو قال كلام كويس يبقى ذوق ومحترم وابن ناس كويسين وبيحط جورنال على صدره
بوست جميل ياحسين